السكري والاسنان
تعاني نسبة كبيرة من الناس من مرض السكري الذي يلحق أيضا ً أذى يصيب أنسجة الفم والأسنان وخاصة أنسجة اللثة، من المهم أن نعرف أولا ماهو مرض السكري وعوارضه وكيف يمكن علاجه.
يحدث هذا المرض بسبب خلل في عمل غدة البنكرياس التي تفرز هرمون الأنسولين، أو أن الجسم لا يستطيع استغلال الأنسولين، أن اهمية الأنسولين تكمن في تمكين الجسم من استغلال السكر (Clucose)الذي يحصل عليه من الغذاء وتحويله إلى طاقة ويفرز هذا الهرمون بصورة ثابتة وبكميات محدودة ترتفع بعد كل وجبة طعام وهذا يضمن عادة المحافظة على نسبة صحيحة للسكر في الدم وهي تتراوح بين 75 ملغم و 130 ملغم.
عندما ترتفع نسبة السكر في الدم فان الجسم يحاول التخلص منه عن طريق البول مما يؤدي إلى زيادة في ادرار البول وبالتالي إلى فقدان السوائل حيث يشعر المريض بالعطش والجفاف في الفم، كما تظهر علامات الضعف والتعب لان نسبة كبيرة من السكر لا تستغل لبناء الطاقة في الجسم، ويبدأ الجسم باستغلال الطاقة عن طريق حرق طبقات الشحم كبديل للسكر المفقود، مما يفسر نقصان الوزن عند هؤلاء المرضى.
لقد لوحظ أن أعضاء الجسم تتأثر من هذا المرض بسبب ضعف مقاومة الجسم العامة، وبسبب التغييرات المرفولوجية في جدران الأوعية الدموية لمختلف أعضاء الجسم وضعفها، وبتباطؤ في عملية البناء والترميم لما أتلف من أنسجة في الجسم. نتيجة لما ذكر يتعرض مريض السكري للعدوى والالتهابات اكثر من غيره.
مرضى السكري يعانون من آلام في أسنانهم سببها التهابات في الأوعية الدموية للب السن وأحيانا يحدث مواتا في اللب فيتغير لون الأسنان ويصبح قاتما، وتصبح الأسنان الأسنان حساسة ومؤلمة عند الضغط عليها.
مرض السكري يؤثر تأثيرا شديدا على أنسجة اللثة فتتورم وتتضخم لأقل سبب بالضغط عليها أو من تلقاء نفسها نتيجة لضعف أوعيتها الدموية، فتصاب بالالتهابات الحادة وتتقرح فتتكون الجيوب اللثوية العميقة ومع مرور الزمن يحدث امتصاص في العظم المحيط بالأسنان حيث لا يبقى أمامنا سوى قلعها.
من هذا المنطلق يجب العناية التامة بفم وأسنان ولثة المصابين بمرض السكري، وذلك لتعرضهم الإصابات والالتهابات بسهولة، لذلك تعتبر الزيارات المنتظمة لمرضى السكري لطبيب الأسنان أمر هام ليتم الكشف عن كل بؤرة فاسدة ومرض في الفم واللثة خوفا من المضاعفات المستقبلية. أن اتخاذ الاحتياطات الازمة لدى مرضى السكري أثناء وقبل العلاج لتلافي الصدمة أو الغيبوبة نتيجة نقصان أو ارتفاع نسبة السكر في الدم أمر هام.
يجب على كل طبيب معالج أن يأخذ الاحتياطات التالية عند معالجة مرضى السكري:
-
انضباط نسبة السكر في الدم.
-
كون المريض في حالة نفسية جيدة ومستعد للعلاج.
-
يجب اختيار المخدر الموضعي دون مادة الادرنالين لأنها ترفع من نسبة السكر في الدم.
-
تزويد المريض قبل العلاج بالفيتامينات والمضادات الحيوية.
-
تجنب قلع اكثر من سن واحدة أو اثنتان في جلسة واحدة تلافيا للصدمات والمضاعفات.
-
عدم استعمال الأدوية الكاوية والمؤثرة على انسداد الشرايين في أفواه المصابين بمرض السكري.